الاثنين، 3 سبتمبر 2012

تحفة اللبيب ... وبغية الكئيب ج5




1-عمرو بن كلثوم ( توفي نحو 584م) :-
        هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب من بني تغلب .... وكان فارسا" شجاعا" ساد قومه صغيرا" .. وهو شاعر مطبوع مقل . يقال أن معلقته كانت تبلغ ألف بيت , ولكن لم يصلنا منها لا القليل وهي تدور على الحماسة والفخر , ويفتخر فيها الشاعر بقومه , ويكثر فيها من مخاطبة عمرو بن هند بالوعيد .... وفيها شيء من الغزل ووصف الخمر ومن الحكمة .وقتل الملك عمرو بن هند دفاعا" عن كرامة أمه. كان أعز الناس نفسا" وهو نصراني . وهذه بعض الابيات من معلقته .
ألا هبي بصحنك فاصبحينا     ولا تبقي من خمور الاندرينا
ويـقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول.....
أبا هند فلا تعجل علينا                 وأنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا               ونصدرهن حمرا" قد روينا
بفتيان يرون القتل مجدا               وشيب في الحروب مجربينا
ونشرب ان وردنا الماء صفوا        ويشرب غيرنا كدرا" وطينا
اذا بلغ الرضيع لنا فطاما"              تخر له الجبابر ساجدينا
لنا الدنيا ومن أضحى عليها            ونبطش حين نبطش قادرينا
2-المثقب العبدي ( توفي نحو 587م) :-
        هو العائذ بن محصن بن ثعلبة من بني عبد القيس,منربيعةوشعره جيد فيه حكمة ورقة, وهومن شعراء الجاهلية , مدح عمرو بن هند, وكان المثقب سيدا" ومصلحا" في قومه لأنه ممن قاموا بالصلح بين بكر وبني تغلب بعد حرب البسوس, أما أغراض شعره فتدور على المدح والفخر والحكمة ....
فإما أن تكون أخي بحق                  فأعرف منك غثي من سميني
والا فاطرحني واتخذني                  عدوا" أتقيك وتتقيني
     وللمثقب قصيدة بارعة فصيحة الالفاظ سهلة التركيب فيها فخر بنفسه ومنها ..
لا تقولن ,اذا مالم ترد             أن تتم الوعد ,في شيء نعم!
حسن قول نعم من بعد لا           وقبيح قول لا بعد نعم
ان لا بعد نعم فاحشة,              فبلا ابدا" اذا خفت الندم
واذا قلت نعم فاصبر لها           بنجاز القول ,أن الخلف ذم


3-خالد بن جعفر (توفي نحو عام 595م) :-
        هو خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة العامري , من هوازن من عدنان ,فارس وشاعر جاهلي ,انتهت اليه رياسة قومه هوازن , وهو الذي قتل زهير بن جذيمة العبسي وله فيه أبيات . وقتله الحارث بن ظالم المري في خبر طويت... بمكان يسمى (بطن عاقل) على طريق حاج البصرة .
أبلغ هوازن كيف تكفر بعدما               أعتقتهم فتوالدوا أحرارا
وقتلت ربهم زهيرا" بعد                    جدع الانوف واكثر الأوتار
وجعلت مهر نسائهم ودياتهم              عقل الملوك هجائنا وبكارا
4-ذو الاصبع العدواني (توفي عام 595م) :-
        هو ذو الاصبع العدواني ( أو حرثان) وهومن بني الظرب بن عمرو من بني يشكر بن عدوان, وانما كان لقبه ذو الاصبع : قيل ان حية نهشته من ابهام قدمه فقطعها , وكان فارسا" معدودا" , فكانت له وقائع مشهورة , وهومن قدماء الشعراء الجاهلية, وهو شاعر وجداني اكثر شعره في الفخر والحماسة والحكمة , وشعره سهل التركيب ظاهر المعاني ... ومن شعره هذه الابيات يشكو من ابن عم له يعاديه ويؤلب عليه الاعداء ..... فقال ذو الاصبع يلوم قومه وبقرع ابن عمه في شيء من الفخر بنفسه وخلقه .
 لي ابن عم ,على ما كان من خلق              مختلفان فأقلية ويقليني
ان الذي يقبض الدنيا ويبسطها           ان كان أغناك عني سوف يغنيني
ماذا علي , وان كنتم ذوي رحمي          ألا أحبكم ان لم تحبوني ؟
لو تشربون دمي لم يرو شاربكم            ولا دماؤكم جميعا" ترويني
   وهنا في هذه الابيات يذكر فعل الدهر في قواه ....
رمتني بنات الدهر من حيث لا أدري          فكيف بمن يرمي وليس برام
وأهلكني تأميل ما لست مدركا"              وتأميل عام بعد ذاك وعام
فلو انني ارمي بنبل رميتها                  ولكنني أرمي بغير سهام
على الراحتين مرة وعلى العصا               أنوء ثلاثا" بعدهن قيامي
كأني وقد جاوزت تسعين حجة                خلعت بها عني عذار لجامي
5-عروة بن الورد العبسي (توفي عام 596م) :-
    من شعراء الجاهلية الصعاليك , قتل في احدى غزواته . وله ديوان , وشعر عروة بدوي الخصائص وأكثره في التصعلك والفخر وبعضه في الحماسة , وهذه الابيات من منتقيات العرب .


أقلي على اللوم ياأبنة منذر            ونامي فان لم تشتهي النوم فاسهري
ذريني ونفسي أم حسان* انني         بها قبل أن لا أملك الأمر مشتري
ذريني أطوف في البلاد لعلني        أخليك* أو أغنيك عن سوء محظري*
فان فاز سهم للمنية لم أكن          جزوعا" وهل عن ذاك من متأخر
وان فاز سهمي كفكم عن مقاعد      لكم خلف ادبار البيوت ومنظر
       وهذه الابيات التي سنذكرها تشير الى أن عروة من شعراء الصعاليك , وقتل في احدى غزواته , له ديوان .
دعيني للغنى اسعى , فاني              رأيت الناس شرهم الفقير
وأبعدهم وأهونهم عليهم                 وان أمسى له حسب وخير
ويقصيه الندي , وتزدريه               حليلته, وينهره الصغير
ويلغى ذو الغنى وله جلال              يكاد فؤاد صاحبه يطير
قليل ذنبه , والذنب جم                   ولكن للغنى رب غفور
* أم حسان : كنية زوجته  .   * أخليك : أي أقتل عنك .
* أغنيك عن سوء محضري : أي أغنيك أن تحضري محضرا" سيئا" .

6-بشر بن أبي خازم (توفي نحو عام 598م) :-هو بشر بن(أبي خازم) عمرو بن عوف الاسدي ,أبو نوفل , شاعر جاهليفحل. من الشجعان ,من أهل نجد ,من بني أسد ابن خزيمة . كان من خبره أنه هجا أوس ابن حارثة الطائي بخمس قصائد , ثم غزا طيئا" فجرح واسره بنو نبهان الطائيون , فبذل لهم أوس مئتي بعير واخذه منهم , فكساه حلته وحمله على راحته , وأمر له بمئة بعير وأطلقه , فانطلق لسان بشر بمدحه , فقال خمس قصائد محا بها الخمس السالفة . توفي قتيلا" في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوبة.له قصائد في الفخر والحماسة.. وهو من كبار شعراء بني اسد ومشاهيرهم,ولكن شعره الذي وصل الينا غير كثير, وشعره متين السبك بدوي المنحر,ولبشر مدح وهجاء ورثاء وله أيضا" حماسة وشيء من الحكمة والوصف,وقد أختارالضبي هذه القصيدة نفسها مع ثلاث أخر في(المفضليات)
لمن الديار غشيتها بالأنعم              تغدو معالمها كلون الارقم
لعبت بها ريح الصبا فتنكرت *          الابقية نؤيها المتهدم
دار لبيضاء العوارض* طفلة  *مهضومة الكشحين *ريا *المعصم
سمعت بنا قول الوشاة فأصبحت          صرمت حبالك في الخليط المشئم*
فظللت من فرط الصبابة والهوى         طربا" فؤادك مثل فعل الاهيم

* تنكرت : تغيرت .      * العوارض :أراد صفحتي الخدين.* طفلة : لينة
* الكشحان : الخاصرتان .  * ريا : مملؤة . *المشئم : القاصد الى الشام
7-عبيد بن الابرص ( توفي عام 600م) :-
هو عبيد بن الابرص بن عوف بن حشم الاسدي , من مضر , أبو زياد .شاعر من حكماء الجاهلية ودهائها أحد أصحاب المجمهرات* قتله النعمان بن المنذر في يوم بؤسه, له ديوان. وقد أختلف الناس في الشعراء,أيهم أشعر وأذكى ؟ فقال قوم أن امرأ القيس ... وذكر المفضل أن لبيدبن ربيعة مر بمجلس في الكوفة وبيده عصا يتوكأ عليها بعدما كبر. فبعثوا خلفه غلاما واخبرهم, قالوا من أشعر الناس: فقال امرؤ القيس, فرجع اليهم الغلام وأخبرهم, قالوا أرجع فاسأله: ثم من ؟ فرجع فسأله: ثم من ؟ قال: ثم ابن العنيزتين يعني طرفة, قال: ثم من؟ قال صاحب المحجن: يعني نفسه. قال ابو عبيد: امرؤ القيس ثم زهير والنابغة والاعشى ولبيد وعمرو وطرفة , هؤلاء هم أصحاب السبع الطوال والتي تسميها العرب السموط .. وقالوا أهل العلم : ان بعدهن سبعا" ماهن بدونهن تسمى المجمهرات : عنتر بن عمرو, وعدي بن زيد, وعبيد بن الابرص , وبشر بن تولب. وأما منتقيات العرب: فهن للمسيب بن علس , والمرقش والمتلمس وعروة بن الورد والمهلهل بن ربيعة ودريد بن الصمة والمتنخل بن عويمر. وأما المذهبات : فللأوس والخزرج خاصة وهن لحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة ومالك بن العجلان وقيس بن الخطيم وأحيحة بن الجلاح.

أقفر من أهله ملحوب*             فالقطيبات *فالذنوب*
فراكس فثعيلبات*                  فذات فرقين فالقليب*
وبدلت من أهلها وحوشا          وغيرت حالها الخطوب
8-قس بن ساعدة الايادي (توفي عام 600م ) :-
هو قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي من بني أياد , وكان أسقف نجران ,كثير الزهد في الدنيا وكان يحضر عكاظ ويخطب في التزهد والتخويف , فهو خطيب جاهلي من حكماء العرب , وله هذه الابيات في الحكمة والموعظة .
في الذاهبين الاولين            من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا"             للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها         يمضي الاصاغر والاكابر
أيقنت أني لا محالةحيث صار القوم صائر!
*المجمهرات: أي المحطمات السبك    
*الملحوب: أسم ماء لبني أسد. الذنوب : موضع في ديار بني أسد 
* القليب : البئر .* القطيب : جبل .
* راكس وثعيلبات : موضعان .     *ذات فرقين : هضبة لبني أسد .
   وخطب في عكاظ ذات مرة ......
   ( أيها الناس اسمعوا وعوا , واذا وعيتم فانتفعوا ,من عاش مات , ومن مات فات , وكل ما هو آت آت..... مالي أرى الناس يذهبون فالا يرجعون  أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا ) .
9-علقمة الفحل ( توفي عام 603م) :-
        علقمة بن عبده بن النعمان من بني ربيعة بن مالك من بني تميم ... وهو يعرف أيضا" بلقب علقمة الفحل . كان له أخ أسمه شاس أسره الحارث بن أبي شمر الغساني مع سبعين رجلا" من بني تميم , فقال علقمة يمدح الحارث ويشفع اليه بالأسرى :
طحا بك قلب في الحسان طروب          بعيد الشباب عصر حان مشيب
يردن ثراء المال حيث علمنه              وشرخ الشباب عندهن عجيب
فان تسألوني بالنساء فإنني                 بصير بأدواء النساء طبيب
اذا شاب رأس المرء أو قل مالهفليس له في ودهن نصيب



10-    المنخل اليشكري ( توفي عام 603م ) :- هو المنخل بن مسعود بن عامر , من بني يشكر : شاعر جاهلي , كان ينادم النعمان أبن المنذر . وهو الذي سعى بالنابغة الذبياني الى النعمان في آمر ( المتجردة)ففر النابغة الى ألجفنة الغسانيين بالشام . وكان النعمان بن المنذر قد أتهمه بأمراته التي سميت بالمتجردة , وقيل أنه وجده معها وقيل حبسه ثم دفنه حيا" . وهو شاعر مقل, أختار له أبو تمام في الحماسة قصيدة فيها غزل صريح وخمر وفيها حماسة , ويبدو أنه قالها في هند بنت المنذر .
ولقد دخلت على الفتاة               الخدر في اليوم المطير
الكاعب * الحسناء ترفل            بالدمقس* والحرير
فدفعتها فتدافعت                    مشي القطاة الى الغدير
ولثمتها فتنفست                    كتنفس الظبي * الغرير
وأحبها وتحبني                    ويحب ناقتها بعيري
فاذا انتشيت فإنني                 رب الخو رنق والسدير
واذا صحوت فإنني                رب الشويهة والبعير
* الكاعب : التي بدأ ثديها في النهود . * الدمقس : الحرير الابيض .
  * الغرير : ولد الظبي وهو صغير .
11-    النابغة الذبياني ( توفي عام 604م ) :-
        هو زياد بن معاوية بن سعد بن ذبيان , ولذلك يعرف بالنابغة الذبياني تمييزا" عن النابغة الجعدي ونابغة بني شيبان وسواهما ... والنابغة شاعر حضري لأنه عاش أكثر حياته في بلاط المناذرة وبلاط الغساسنة من أجل ذلك تجد في شعره رقة الحضارة من فصاحة في اللفظ وعذوبة وسهولة في التركيب , وأشتهر النابغة بالمديح والاعتذار , ولقد تكسب بالشعر .
كليني لهم ,ياأميمة ,ناصب              وليل أقاسيه بطيء الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض           وليس الذي يهدي النجوم بآيب
ولأعيب فيهم غير أن سيوفهم           بهن فلول من قراع الكتائب
    ونظم النابغة معلقته بعد أن فارق النعمان بن المنذر أبا قابوس الى بلاط الغساسنة  سنة 590م ومطلعها .....
يادار مية بالعلياء فالسند              أقوت وطال عليها سالف الأبد
12-    زهير بن أبي سلمى ( توفي عام 609م) :-هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رياح المزني . وهو شاعر مضري ولد في نجد , كان رزينا" حليما" , ناصحا" بما فيه الخير والسلام , محبا" للخير , يعد  حكيم الشعراء في الجاهلية .. وقال أبن الاعرابي, كان لزهير في الشعرما لم يكن لغيره, كان أبوه شاعرا وخاله وأخته الخنساء شاعرة, وابناه كعب وبجير شاعرين. كانينظم القصيدة في شهر وينقحها في سنة, فكانت قصائده تسمى الحوليات. وهذه الأبيات من معلقته الميمية ,فيمدح فيها الحارث وهرما ويذكر صلح داحس والغبراء ويصور أهوال الحرب ويزين السلام ويدعو اليه
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم                 بحومانة الدراج فالمتثلم
دار لها بالرقمتين كأنها                   مراجيع وشم في نواشير معصم
ومن يغترب يحسب عدوا" صديقه       ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
ومن يجعل المعروف في غير أهله       يكن حمده ذما" عليه ويندم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده          فلم يبق الا صورة اللحم والدم
وان سفاهة الشيخ لا حلم بعده         وان الفتى بعد السفاهة يحلم
ألاليت شعري هل يرى الناس ما أرىمن الامر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أن الناس تفنى نفوسهم                 وأموالهم ولا أرى الدهر فانيا
ألم ترى أن الله أهلك تبعا                     وأهلك لقمان بن عاد وعاديا
وأهلك ذا القرنين من قبا ما ترىوفرعون جبارا" طغى والنجاشيا
13-    طفيل الغنوي ( توفي عام 610م ) : -هو أبو قران طفيل بن عوف بن  ضبيس بن دليف بن كعب بن عوف بن كعب. كان طفيل شجاعا" فارسا" وكان يتعهد بتربية الخيل وتضميرها لأهلها ( بأجر).وهو من الشعراء الفحول المعدودين ... أما فنون شعره فهي الحكمة والفخر والحماسة والمدح والرثاء والوصف والغزل . وقد كان يجيد وصف الخيل حتى سموه ( زيد الخيل ) لكثرة وصفه للخيل .
ان النساء شياطين خلقن لنا         نعوذ بالله من شر الشياطين
فهن أصل البليات التي ظهرت     بين البرية في الدنيا وفي الدين
14-    عبد يغوث الحارثي ( توفي عام 613م ) :-
        هو عبد يغوث بن صلاءة من بني الحارث بن كعب بن كهلان من اليمن ... كان عبد يغرث رجلا" عظيم الجسم جميلا" ، وكان كريما" وفارسا" معدودا" وسيدا" في قومه , قادهم يوم الكلاب الثاني على بني تميم واحلافهم فقتل واسر من قومه عدد كبير . ثم وقع في الاسر , أراد عبد يغوث أن يفتدي نفسه بمائة من الابل , ولكن بني تميم أبوا وقالوا : قتل فارسنا النعمان بن جساس , فلابد من قتل عبد يغوث بالنعمان .وعبد يغوث من فحول الشعراء ، وهو شاعر مقل وشعره وجداني سهل .
ألا لا تلوماني , كفى اللوم مابيا              فما لكما في اللوم خير ولا ليا !
ألم تعلما أن الملامة نفعها                    قليل , ومالومي أخي من شماليا
15-        عنترة أبن شداد ( توفي نحو عام 615م) :-
        هو عنتر بن عمرو بن معاوية ابن قراد العبسي . وهو شاعر بني عبس  , وأحد شعراء المعلقات , فارس مغوار, بطل جسار، قال شعرا" في الفروسية والبطولة والفخر .كان أسود اللون كريم الاخلاق , طمح الى الزواج بابنة عمه عبلة , نشأت حوله قصة حبه لها الاساطير المعروفة بسيرة عنترة , وهومن أهل نجد ...وأمه حبشية , أسمها زبيبة ... تتكون معلقته من (79) بيتا" , مطلعها :-

هل غادر الشعراء من متردم؟              أم هل عرفت الدار بعد توهم ؟
دار لآنسة غضيض طرفها                 طوع العنان لذيذة المتبسم
يادار عبلة بالجواء تكلمي                   وعمي صباحا" دار عبلة واسلمي
كيف المزار وقد تربع أهلها                بعنيزتين وأهلنا بالغيلم
فاذا ظلمت فان ظلمي باسل                 مر مذاقته كطعم العلقم
فوددت تقبيل السيوف لأنها                 لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وقال ايضا".....
فلا تخشى المنية والتقيها                    ودافع ما استطعت لها دفاعا
وسيفي كان في الهيجا طبيبا"               يداوي رأس من يشكو الصداعا
وله أيضا" هذه الأبيات الجميلة........
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب           ولاينال العلى من طبعه الغضب
لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسب            يوم النزال أذا ما فاتني النسب
أن الافاعي وأن لانت ملامسها              عند التقلب في أنيابها العطب
16-    قيس بن الخطيم (توفي عام 620م) :-
        هو قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد من الاوس من أهل يثرب ..   وهو شاعر مكثر مجيد حسن الديباجة , وهو أشعر أهل المدينة في الجاهلية , واغراض شعره ,الفخر والحماسة والغزل . له أحدى المنتقيات الثماني في ( جمهرة أشعار العرب ) ومنها *.....
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة              بدا حاجب منها وضنت بحاجب
ولم أرها الا ثلاثا" على منى                وعهدي بها عذراء* ذات ذوائب
دعوت بني عوف لحقن دمائهم             فلما أبوا سامحت في حرب حاطب
وكنت امرءا" لا أبعث الحرب ظالما"       فلما أبوا أشعلتها كل جانب
أربت* بدفع الحرب حتى رأيتها              عن الدفع لا تزداد غير تقارب
فلما رأيت الحرب حربا" تجردت            لبست مع البردين ثوب المحارب
     وقد أدرك الاسلام ولم يسلم , وقتل قبل الهجرة , قتله الخزرج في حرب حاطب , فقد ناصر قبيلته الاوس بلسانه وسيفه .
17-    أمية بن أبي الصلت ( توفي عام 626م) :-
        هو أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي . شاعر جاهلي حكيم , من أهل الطائف وهو ممن حرموا على أنفسهم الخمر ونبذوا عبادة الاوثان في الجاهلية .ضاع القسم الأوفر من شعر أمية, ولم يثبت له على القطع سوى قصيدته في رثاء قتلى بدر من المشركين ... أما أغراضه في شعره الباقي فهي المدح والهجاء والرثاء وشيء من الحكمة وكثير من الزهد .
وفتيانا" يرون القتل مجدا"                    وشيبا" في الحروب مجربينا
تخبرك القبائل من معد                        اذا عدوا سعاية أولينا
بأنا النازلون بكل ثغر                         وانا الضاربون اذا التقينا
وانا المانعون اذا أردنا                         وأنا المقبلون اذا دعينا
       وهذه الابيات التي سنذكرها هي من لأميته المشهورة ...
الا كل شيء هالك غير ربنا                 ولله ميراث الذي كان فانيا
ألا لن يفوت المرء رحمة ربه                ولو كان تحت الارض سبعين واديا
   وقال ايضا"........
وقد عجبت وما بالموت من عجب           ما بال أحبائنا يبكون موتانا
يارب لا تجعلني كافرا" أبدا"                 واجعل سريرة قلبي الدهر أيمانا
18-    الاعشى الكبير ( توفي عام 629م) :-
       هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل , وكان يكنى أبا بصير لانه كان ضعيف البصر , فاشتهر بلقبه . وأعد الاعشى قصيدة في مدح الرسول الكريم , فخاف مشركو قريش أن يزيد مدح الاعشى للرسول الكريم في سرعة انتشار الاسلام فساوموه على ان يدفعوا اليه مائة بعير اذا هو ترك انشاد هذه القصيدة بين يدي الرسول الكريم . وقبل الاعشى بما عرضه ابو سفيان عليه وعاد أدراجه , ولكن الاعشى لم بكد يصل الى درنا حتى توفي من اثر سقطة عن ناقته , أما فنون الاعشى فمنها المديح والهجاء وغزل مادي صريح .ولقب بصناجة العرب . أشهر قصائده اللامية  وهي تقع في ستة وستين بيتا" , وأما هريرة التي يذكرها هنا فهي قينة .
ودع هريرة ان الركب مرتحل                 وهل تطيق وداعا" أيها الرجل
غراء*فرعاء* مصقول عوارضها*            تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها                    مر السحابة لا ريث ولا عجل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها               ولا تراها لسر الجار تختتل
يكاد يصرعها ,لولا تشددها                     اذا تقوم الى جارتها الكسل
        وله بيت غريب فيه حوشي الالفاظ ....
وقد غدوت الى الحانوت * يتبعني              شاو*مشل*شلول* شلشل* شول*
        كما يعتقد ان هذه الابيات من نظمه أيضا" .
ألم تغمض عيناك ليلة أرمدا               وبت كما بات السليم مسهدا"!
ولكن أرى الدهر الذي هو خائن          اذا أصلحت كفاي عاد فأفسدا
وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع          وليدا" وكهلا" ,حين شبت ,وأمردا*
* غراء : مشرقة بيضاء واسعة الجبين .     * فرعاء : طويلة . * الحانوت : بيت الخمار
*العوارض : الاسنان التي تلي الثنايا . * المشل : السواق الخفيف*الشاوي : الذي يشوي اللحم
*الشلول والشلشل : الغلام الخفيف الروح النشيط في عمله .* تطور الغزل بين الجاهلية والاسلام ,صفحة 169. *الشول : من يشول بالشيء الذي يشتريه المشتري فيحمله له ويرفعه  .
19-    دريد بن الصمة (توفي عام 630م) :-
      هو أبو معاوية بن الحارث بن معاوية بن بكر بن علقمة بن عزيه , ويكنى أيضا" أبا قرة , ودريد لقبه والصمة لقب أبيه . كان دريد شاعرا" مكثرا" , ولكن أكثر شعره في رثاء أخوته وفي الحماسة مع شيء من المديح ومن الهجاء القبلي . ودريد شاعر جاهلي وفارس من هوازن , قاتل المسلمين, فقتل في وقعة حنين , وفي هذه الابيات يرثي أخاه عبد الله في يوم اللوى عندما نصحهم ولم يأخذوا بنصيحته ... وهي من منتقيات العرب .
فلما عصوني كنت منهم وقد أرى            غوايتهم او انني غير مهتد
وهل أنا الا من غزية *ان غوت                غويت وان ترشد غزية أرشد
أمرتهم امري بمنعرج *اللوى *                فلم يستبينوا النصح لا ضحى الغد
تنادوا فقالوا :أردت الخيل فارسا"             قفلت :أعبد الله ذلكم الردي؟
فجئت اليه والرماح تنوشه  *                    كوقع الصياصي* في النسيج الممدد
وقبر حرب بمكان قفر                          وليس قرب قبر حرب قبر
,وهي الشوكة التي يمررها الحائك على الثوب حين ينسجه .
والابيات , كما هو مبين من الرثاء المدحرج لأنه رثاء يروم غاية اخرى ويعتزم أمرا" ذا شأن آخر .... ولدريد صيت شائع في الشاعرية بين الشعراء العرب المعروفين , ولأغرو في ذلك , فهو من الفرسان الشجعان والشعراء الفحول , وعد من اطولهم غزوا" واكثرهم ظفرا" وانه غزا اكثر من مئة غزوة لم يخفق في واحدة منها ...ويبين البيت الاول ان دريد طاعته لقومه , فهو واحد منهم , ان أصابوا فهو مثلهم مصيب , وان ادركهم الغلط والسهو نال من الخطأ نصيبا" .

* المنعرج : المنعطف .     * اللوى : ما التوى واسترق من الرمل .
* غزية :قومه .              * تنوشه : تمزقه .     * الصياصي : الواحد صيصية
20-     فاطمة بنت الرسول الاكرم( توفيت عام 632) :-
        فاطمة بنت رسول الله محمد (ص) أبن عبد الله بن عبد المطلب , الهاشمية القرشية , أمها خديجة بنت خويلد , وفاطمة من نابهات قريش , واحدى الفصيحات العاقلات , تزوجها أمير المؤمنين علي وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب وعاشت بعد أبيها ستة أشهر .وقالت هذه الابيات في رثاء أبيها .
ماذا على من شم تربة احمد            أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها            صبت على الايام صرن لياليا
21-     عمرو بن معد يكرب ( توفي عام 642م) :-
هو عمرو بن معد يكرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي , فارس اليمن وصاحب الغارات المذكورة , وفد على المدينة سنة 631م في عشيرة من بني زبيد ,فأسلم وأسلموا , وعادوا : ولما توفي الرسول الكريم أرتد عمرو في اليمن ثم رجع الى الاسلام ، يكنى أبو ثور , وأخبار شجاعته كثيرة , له شعر جيد . توفي على مقربة من الري , وهو شاعر مخضرم مقل وخطيب . أغراضه الشعرية تدور على الحماسة والفخر والهجاء , وله شيء من الغزل .
لقد أسمعت لو ناديت حيا"               ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا" نفخت بها أضاءت            ولكن أنت تنفخ في رماد                             وله هذه الابيات في وصف الحرب ....
الحرب أول ما تكون , فتية              تسعى بزينتها لكلّ جهول
حتى اذا استعرت وشبّ ضرامها            عادت عجوزا" غير ذات خليل
شمطاء جزّت رأسها وتنكرت               مكروهة للشمّ والتقبيل
22-     كعب بن زهير ( توفي عام 645م) :-
       هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المازني , أبو المضرب ,من الشعراء المخضرمين , أسلم أخوه بجير فلامه كعب وهجا النبي الكريم والإسلام ,فأهدر دمه فأرسل اليه أخوه أن يقبل الى النبي معتذرا" ففعل وأنشد قصيدته اللامية المشهورة ( بانت سعاد ) يذكر فيها ان الناس , حتى الاصدقاء قد تخلوا عنه وانه يرجو العفو من الرسول , وفي مطلع قصيدته ,كما سنرى , غزل تقليدي وكلام على الوعد والخلف . فعفى عنه النبي الكريم وخلع عليه بردته ... كثر معارضو قصيدته وشراحها ,وعني بها المستشرقون , له ديوان , وهو ابن الشاعر زهير بن أبي سلمى , ولا يخفى انه من فحول شعراء العرب المجيدين . معظم اغراضه الشعري تتمحور حول المدح والهجاء والفخر والحماسة .
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول                  متيم اثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين اذ رحلوا                 الا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة                     لا يشتكي قصر منها ولا طول
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا"               وما مواعيدها الا الاباطيل
   ويقول ايضا" ......
كل ابن أنثى وان طالت سلامته               يوما" على آلة حدباء محمول
مهلا" ! هداك الله الذي اعطاك نافلة          القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم                  أذنب وان كثرت في الأقاويل
ان الرسول لنور يستضاء به                  وصارم من سيوف الله مسلول
شم العرانين أبطال لبوسهم                    من نسج داود في الهيجا سرابيل
23-     أبو ذؤيب الهذلي (توفي عام 646م) :-
أبو ذؤيب الهذلي شاعر رثى بقصيدته أولاده السبعة الذين ماتوا بالطاعون ,وهو خويلد بن خالد الهذلي النزاري , له قصائد كثيرة , ولكن أشهر شعره عينيته التي رثى بها أولاده , ومنها هذه الأبيات ...
أمن المنون وريبها تتوجع                 والدهر ليس بمعتب من يجزع
واذا المنية أنشبت اظفارها                ألفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين أريهم                   أني لريب الدهر لا اتضعضع
ولقد أرى ان البكاء سفاهة                 ولسوف يولع بالبكا من يفجع
والنفس راغبة اذا رغبتها                  واذا ترد الى قليل تقنع
24-     أبو محجن الثقفي ( توفي عام 650م ) :-
       هو عبد الله بن حبيب بن عمرو بن عمير من بني ثقيف من الطائف , وهو شاعر مخضرم أدرك الاسلام فأسلم وحارب في المغازي , وكان فارسا" ... واشتهر شعره في الخمريات, وكان منهمكا" في شرب الخمر , فحده الخليفة عمر مرارا" ثم نفاه الى جزيرة بالبحر , فهرب ولحق بسعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية وتوفي بأذربيجان ...
اذا مت فادفني الى جنب كرمة              تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فأنني                      أخاف اذا ما مت أن لا أذوقها
     وقال ايضا" في الفخر والحماسة ...
لا تسأل الناس عن مالي وكثرته            وسائل القوم : ما حزمي وما خلقي !
25-     عروة بن حزام(توفي عام 650م) :-
        هو عروة بن حزام بن مهاجر أحد بني ضبة بن عبد من بني عذرة , أحب ابنة عمه اسمها عفراء ... واراد عروة أن يتزوج عفراء ولكن أن أمها كانت كارهة له لفقره .... فتزوجت رجلا" غنيا" من أنساب بني أمية في قصة طويلة . وعروة شاعر مقل جدا" , ولكنه شهر بقصيدته التي قالها في عفراء وهي قصيدة فصيحة الالفاظ سهلة التراكيب مع متانة في السبك وعذوبة في التعبير وعاطفة جياشة , ومنها هذه الابيات .
واني لأهوى الحشر ان قيل انني              وعفراء يوم الحشر ملتقيان !
فان كان حقا" ما تقولان فاذهبا                 بلحمي الى وكريكما فكلاني
أناسية عفراء ذكري بعد ما                    تركت لها ذكرا" بكل مكان ؟
يكلفني عمي ثمانين ناقة ,                     ومالي ,عفراء ,غير ثمان
فباليت محيانا جميعا" وليتنا                   اذا نحن متنا ضمنا كفنان
26-     متمم أبن نويرة (توفي عام 650م) :-
       هو متمم بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي , أبو نهشل , شاعر فحل , صحابي , من أشراف قومه ... أشتهر في الجاهلية والاسلام , وكان قصيرا" اعور , اشهر شعره في رثاؤه لأخيه مالك .... سكن في أيام الخليفة عمر المدينة , وتزوج امرأة لم ترض اخلاقه لشدة حزنه على أخيه .وهذه الأبيات قالها متمم عندما قتل أخيه في يوم البطاح وقتله ضرار ابن الازور.
الاقل لحي أوطئوا بالسنابك            تطاول هذا الليل من بعد مالك
قضي خالد بغيا" عليه لعرسه          وكان له فيها هوى" قبل ذلك
أصيبت تميم غثها وسمينها             بفارسها المرجو سحب الحوالك
27-     معن بن أوس (توفي عام 660م) :-
        هو معن بن أوس بن نصر بن زياد من بني ربيعة , شاعر مخضرم و وهو شاعر مجيد متين الكلام حسن الديباجة , فخم المعاني له مدائح ومراثي ,وهذه الابيات  في الحكمة وجميلة ...
أعلمه الرماية كل يوم ,            فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي ,          فلما قال قافية هجاني !
      ومن قول معن في الاخلاق الكريمة ...
لعمرك , ما أهويت كفي لريبة,           ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ,        ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي  قرأت كثيرا" من الشعر , وقلبت من دوين الشعراء الفطاحل أوراقا" وسطورا" وكلمات كثيرات , حتى فاتني العد والاحصاء ,وتناساني ذكر عدد المرات والذكراء , لكن شيئا" وقر في الذهن واستقر في الذاكرة من بين ما استقر واستوطن وهما هذان البيتان اللذان يعبران بحق , عن تكشير الخسة لأنيابها الصفر, وقراءة الفاتحة على جثمان الوفاء والعهد الكريم .....
28-     الامام علي بن أبي طالب (أستشهد عام 661م) :-
هو أبو الحسن, علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي,أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة,وابن عم الرسول الكريم محمد وزوج البتول فاطمة الزهراء له أبيات في الحكمة والاخلاق والعلوم الاخرى
أشدد حيازيمك للموت              فأن الوت لاقيكا
ولا تجزع من الموت              اذا حلى بواديكا
كما أضحكك الدهر                كذاك الدهر يبكيكا
وله أيضا" هذه الأبيات الجميلة ..
تغيرت المودة الإخاء                   وقل الصدق وأنقطع الرجاء
ورب أخ وفيت له بحق                  ولكن لا يدوم له وفاء
سيغنيني الذي أغناه عني                 فلا فقر يدوم ولا ثراء
وقال أيضا" .....
انما الدنيا فناء                ليس للدنيا ثبوت
انما الدنيا كبيت              نسجته العنكبوت
ولقد يكفيك منها                أيها الطالب قوت
29-     لبيد بن ربيعة العامري (توفي عام 661م):-
       هو أبو الفضل ، لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري ، لبيد من شعراء الجاهلية الاشراف المجيدين ومن أصحاب المعلقات ، آنتقل الى الكوفة بعد اسلامه ,وكان لبيد في الجاهلية خير شاعر لقومه يمدحهم ويرثيهم , اشتهر برثاء أخيه أربد , وشعره يدور أكثره على الحماسة والفخر والمديح والرثاء , وصف الناقة ووصف لهوه وغزله وكرمه والافتخار بنفسه وقومه . وهذه الابيات من معلقته المشهورة ......
عفت الديار محلها فمقامها              بمنى" تأبد غولها فرجامها
ومقسم بعطي العشيرة حقها           ومغذ مر لحقوقها هضامها
فضلا" , وذو كرم يعين على الندى      سمح كسوب رغائب غنامها
من معشر سنت لهم آباؤهم                ولكل قوم سنة وامامها
واذا الأمانة قسمت في معشر            أوفى بأعظم حظنا قسامها
    وقال يرثي أخاه أربد ......
بكينا وما تبلى النجوم الطوالع           وتبقى الديار بعدنا والمصانع
فلا جزع ان فرق الهر بيننا             فكل امرى"ء يوما" له الهر فاجع
ويمضون ارسالا" وتخلف بعدهم       كما ضم احدى الراحتين الاصابع
فمنهم سعيد أخذ بنصيبه                 ومنهم شقي بالمعيشة قانع
وما المال والأهلون الا ودائع           ولا بد يوما" أن ترد الودائع
30-     الخنساء ( توفيت عام 664م) :-
        وهي أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية , الملقبة بالخنساء , وهي شاعرةمضرية ، شيت في بيت نفوذ وثروة . وكان أخوها معاوية وصخر من سادات بني سليم وقد قتلا فجزعت عليهما جزعا" شديدا" ,فبكتهما بكاء" غزيرا" حتى عميت . عمرت الخنساء طويلا" , وعاطفة الخنساء على كل حال مؤثرة , تخرج من القلب الى القلب .
فلا والله ما أنساك حتى                     أفارق مهجتي ويشق رمسي
فقد ودعت ,يوم فراق صخر               أبي حسان , لذاتي وأنسي
فيا لهفي ولهف أمي                         أيصبح في الضريح وفيه يمسي !
    ومن رثائها المشهور ...
يذكرني طلوع الشمس صخرا"             وأندبه لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي                    على إخوانهم لقتلت نفسي
   والخنساء أعظم شواعر العرب على الاطلاق ,وشعرها كما نرى فصيح اللفظ رقيق متين السبك رائق الديباجة , وغلب على شعرها الرثاء , ورثاؤها واضح المعاني رقيق صادق العاطفة ...
31-     النابغة الجعدي (توفي عام 670م) :-
        هو أبو ليلى حسان بن قيس بن عبد الله بن جعدة بن كعب ، وسمي بالنابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله وكان ممن هجر الاوثان ونهى عن شرب الخمر قبل ظهور الاسلام وهو شاعر مخضرم من المعمرين , زار بلاط اللخميين في الحيرة , كان سيد قومه , وقدم على الرسول الكريم وأسلم في عهد أبي قابوس النعمان بن المنذر  . الا أن شعره شديد التفاوت : منه الجيد البارع ومنه الرديء الساقط . وفنون شعره المشهورة : المدح والهجاء والوصف , وكان من أوصف الناس للفرس , ثم الحكمة ...
خليلي غضا ساعة وتهجرا             ونوحا" على ما أحدث الدهر أو ذرا
ولا تجزعا ان الحياة ذميمة            فخفا لروعات الحوادث أو قرا
ألم تريا أن الملامة نفعها              قليل اذا ما الشيء ولى وأدبرا
أتيت رسول الله اذ جاء بالهدى        ويتلو كتابا" كالمجرة نيرا
تذكرت والذكرى تهيج على الفتى     ومن حاجة المحزون أن يتذكرا
فلما قرعنا النبع بالنبع :بعضه         ببعض أبت عيدانه أن تكسرا
سقيناهم كأسا" سقونا بمثلها           ولكننا كنا على الموت أصبرا
ولا خير في حلم اذا لم تكن له         بوادر تحمي صفوة أن يكدرا
ولا خير في جهل اذا لم يكن له        حليم اذا أورد الامر أصدرا
قال هذه القصيدة الرائعة امام الرسول الكريم محمد (ص) ....
32-    هدبة بن خشرم (توفي عام 670م) :-
        هو هدبة بن خشرم بن كرز , من بني عامر بن ثعلبة , من سعد هذيم , من فضاعه : شاعر فصيح , مرتجل رواية , من أهل بادية الحجاج كنيته أبو عمير .
عسى الكرب الذي أمسيت فيه             يكون وراءه فرج قريب
ولا أبتغي شرا" اذا الشر تاركي           ولكني متى أحمل على الشر أركب
     قالها في سجنه أيام معاوية , قبل قتله , لكونه قتل رجلا" من بني زقاش , من سعد هذيم , اسمه زيادة بن زيدفي خبر طويل , ان زيادة هذا كان شاعرا" أيضا" , وتهاجيا , ثم تقاتلا ,فقتله هدبة , وقبض عليه والي المدينة ( سعيدبن العاص ) , وبقى ثلاث سنوات في السجن وبعدها تم تسليمه الى أهل المقتول ليقتصوا منه , فأخرج من السجن وهو موثق بالحديد , فقتلوه أمام وألي المدينة وجمهور من أهلها .وأظهر صبرا" عجيبا" حين قتل . ولما دخل هدبة السجن كثر شعره وجاد . أما فنونه فهي الهجاء والحماسة والغزل والحكمة : ولما جاء به للقتل قال ..
وقبل غد يالهف قلبي من غد         اذا راح أصحابي ولست برائح
   ونظر الى أمرأته وكان أنفه قد جدع في حرب , وقال :-
اقلي علي اللوم بأم بوزعا            ولا تجزعي مما أصاب فأوجعا
فاءنيك أنفي بان منه جماله         فما حسبي في الصالحين بأجدعا
ولا تأخذي ان فرق الدهر بيننا       أغم القفا والوجه ليس بأنزعا
   وجاءت زوجته بجزار وقطعت أنفها , وقالت : أهذا فعل من له في الرجال حاجة . وقال اليوم طاب الموت !
33-     سحيم بن وثيل الرياحي (  وفاته نحو 680م ) :-
       هو سحيم بن وثيل بن عمرو , الرياحي اليربوعي الحنظلي التميمي : شاعر مخضرم عاش في الجاهلية والاسلام , وهو قائل البيت المشهور ...
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا              متى أضع العمامة تعرفونــــــــــــي
34-     الامام الحسين بن عليّ ( استشهد عام 680م ) :-
        هو الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي العدناني , أبو عبد الله السبط الشهيد , أبن فاطمة الزهراء , أستشهد في كربلاء وقتله الشمّر بن ذي الجوشن وأرسل رأسه الشريف الى دمشق :-
والدي شمس وأمي قمر                  فأنا الكوكب وأبن القمرين
فضة قد صفيت من ذهب                فأنا الفضة وابن الذهبين
من له جدي كجدي في الورى           أو كشيخي فأنا أبن العلمين
أمي الزهراء حقا" وأبي                 وأبيالموفى له بالبيعتين
يعبدون اللات والعزى معا"             وعلي قائم في القبلتين
35-    عقيل بن أبي طالب ( توفي عام 680م) :-
       هو عقيل بن عبد مناف بن عبد المطلب الهاشمي القرشي , وكنيته أبو زيد , أعلم قريش بأيامها ومأثرها , صحابي جليل وهو فصيح اللسان , شديد الجواب , وهو أخو الامام على (ع) وعمي في أواخر ايامه .وله مناظرة مع معاوية وتعرف بالأجوبة الهاشمية .
صدقت وقلت حقا" غير أني               أرى أن لا أراك ولا ترانــــــي
ولست أقول سوءا" في صديقي            ولكني أصد اذا جفانـــــــــــــــي
36-     مالك بن الريب ( توفي عام 680م) :-
       هو مالك بن الريب بن حوط بن قرط المازني التميمي : شاعر من الظرفاء الادباء الفتاك . اشتهر في أوائل العصر الاموي , وشعره فصيح الالفاظ سهل التراكيب ....
الاليت شعري هل أبيتن ليلة              بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه      وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
آلم ترني بعت الضلالة بالهدى             وأصبحت في جيش بن عفان غازيا
تذكرت من يبكي علي فلم أجد           سوى السيف والرمح الرديني باكيا
      وهذه القصيدة من غرر الشعر وعدتها (58) بيتا" , ذهب في صحبة سعيد بن عثمان بن عفان حينما سار بجنده في طريق فارس حتى اذا أناخ الركب في بعض المنازل نزل مالك للقيلولة ولما هموا بالرحيل أراد أن يلبس خفه , فلسعته أفعى كانت قد اندست فيه , فلما أحس بالموت أنشا يرثي نفسه .
37-     الرباب بنت أمرئ القيس زوج الامام الحسين(ع)(وفاتها عام681م):-
       هي الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي , وهي زوج الامام الحسين بن الامام علي , كانت معه في وقعة كربلاء , حتى ماتت بعده بسنة , وكانت شاعرة ولها رثاء في الشهيد أبا عبد الله الحسين (ع) .
ان الذي كان نورا" يستضاء به               في كربلاء قتيل غير مدفون
قد كنت لي جبلا" صعبا" ألوذ به              وكنت تصحبنا بالرحم والدين
والله لا أبتغي صهرا" بصهركم                 حتى أغيب بين الرمل والطين
      ويقول الامام الحسين (ع) في الرباب :-
لعمرك انني لا حب دارا"                  تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي                     وليس لعاتب عندي عتاب
38-     يزيد بن معاوية ( توفي عام 683م) :-
       هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الاموي , ثاني ملوك الدولة الاموية في الشام ,نشأ بدمشق وولي الخلافة بعد وفاة أبيه , وفي أيام يزيد هذا كانت فاجعة المسلمين بالسبط الشهيد الحسين بن علي سنة (61 هجرية ), وكان نزوعا" الى اللهو , يروى له أشعار رقيقة ....
أنسية لو رأتها الشمس ما طلعت               من بعد رؤيتها يوما" على أحد
سألتها الوصل قالت : لا تغر بنا                من رام منا وصالا" مات بالكمد
فكم قتيل لنا بالحب مات جوى"                  من الغرام ,ولم يبدئ ولم يعد
فقلت : استغفر الرحمن من زلل                  ان المحب قليل الصبر والجلد
وأمطرت لؤلؤا" من نرجس , وسقت            وردا" , وعضت على العناب بالبرد
ان يحسدوني على موتي , فوا أسفي             حتى على الموت لا أخلو من الحسد
      وقال أيضا" عندما جاءه الرسول من أبيه بعد موته ....
قلنا لك الويل ماذا في صحائفكم                  قال الخليفة أضحى مدنفا وجعا
فمادت الارض او كادت تميد بنا                  حتى كأن قوى أركانها قلعا
      وقال أيضا" عندما وضع رأس الامام الحسين في طشت....
لما بدت تلك الضعونوأقبلت             تلك الحمول على ربى جيرون
صاح الغراب فقلت نق أو لا تنق           اليوم قد شفيت من الغريب ديوني
يا غراب البين ما شئت فقل                وإنما تندب أمرا" قد فعل
لين أشياخي ببدر شهدوا                    جزع الخزرج من وقع الاسل
لست من خندف أن لم أنتقم                 من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا                     خبر جاء ولا وحي نزل
قد أخذنا من علي ثأرنا                     وقتلنا الفارس الليث البطل
وقتلنا القرم من ساداتهم                    وعدلناه ببدر فاعتدل
39-    عمر بن سعد (توفي عام 686م ):-
       هو عمر بين سعد بن أبي وقاص الزهري المدني , أمير , من القادة الشجعان , سيره عبيد الله بن زياد على أربعة ألاف لقتال الديلم , وكتب له عهده على الري . ثم لما علم ابن زياد بمسير الامام الحسين من مكة متجها" الى الكوفة , كتب اليه ,أن يعود بمن معه ,فعاد , فولاه قتال الحسين (ع) , وتوجه الى لقاء الحسين , فكانت الفاجعة بمقتله , وعاش عمر الى أن خرج المختار الثقفي يتتبع قتلة الحسين , فبعث اليه من قتله بالكوفة ....
فو الله ما أدري واني لحائر                 أفكر في أمري على خطرين
أأترك ملك الري منيتي                      أم أرجع مأثوما" بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها               حجاب , وملك الري قرة عيني
حسين ابن عمي والحوادث جمة             لعمري ولي في الري قرة عيني
وان اله العرش يغفر زلتي                    ولو كنت فيها أظلم الثقلين
يقولون ان الله خالق جنة                      ونار وتعذيب وغل يدين
وأن صدقوا فيما يقولون أنني                 أتوب الى الحمن من سنتين
40-     الشمر بن ذي الجوشن ( توفي عام 686م) :-*
       هو شمر بن ذي الجوشن ( وأسمه شرحبيل ) أبن قرط الضبابي الكلابي , ابو السابغة : من كبار قتلة الامام الحسين , كان في أول أمره من ذوي الرياسة في هوازن موصوفا" بالشجاعة , وشهد يوم صفين مع الامام علي . ثم أقام في الكوفة ,يروي الحديث , الى أن كانت الفاجعة , أرسله عبيد الله بن زياد مع أخرين الى يزيد بن معاوية في الشام يحملون رأس سيد الشهداء . ثم قام المختار الثقفي بتتبع قتلة الامام الحسين , طلب الشمر من جملتهم , فخرج من الكوفة , فوجه اليه بعض رجاله وعليهم غلام اسمه ( زربي ) فقتله شمر , وسار الى الكلتانية من قرى خوزستان ففاجأه جمع من رجال المختار يتقدمهم أبو عمره فقتله , وألقيت جثته للكلاب , ورحل بعض أبنائه الى المغرب ودخلوا الاندلس ...
  * الاعلام , الجزء  4 , صفحة 175 .
أملأ ركابي فضة أم ذهبا"                 أني قتلت السيد المهذبـا
قتلت خير الناس أما" وأبا                  وأكرم الناس جميعا" حسبا
طعنته بالرمح حتى انقلبا                   ضربته بالسف ضربا" عجبا
41-     أبي الاسود الدؤلي ( توفي عام 688م ) :- *
       هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني . واضع علم النحو . كان معدودا" من الفقهاء والأعيانوالأمراء والشعراء والفرسان والحاضري الجواب , سكن البصرة في خلافة عمر , وولي امارتها في أيام الامام علي, وهو أول نقط المصحف وله شعر جيد , مات بالبصرة بالطاعون . أما شعره خاصة فضعيف قليل القيمة الفنية , فأن أكثره في مناسبات تتعلق بحاجاته اليومية , كثير الهجاء , وله شيء من الغزل ...
حسدوا الفتى اذ لم ينالوا سعيه                   والقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها                    حسدا" وبغضا" انه لدميم
فالوجه يشرق في الظلام كأنه                    بدر منير والعيون نجوم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله                       عار عليك اذا فعلت عظيم
وابدأ بنفسك فانهها عن غيها                     فاذا انتهت عنه فأنت حكيم
     قال هذه الابيات بسبب وجود باب بينه وبين جاره وأراد أبو الاسود سده ثم ندم .
بليت بصاحب ان أدن شبرا"                 يزدني في مباعدة ذراعا
وان أمدد له في الوصل ذرعي              يزدني فوق قيس الذرع باعا
كلانا جاهد : أدنو وينأى                     فذلك ما استطعت وما استطاعا
   وقال أيضا" .....
أعصيت آمر ذوي النهى                     وأطعت آمر ذوي الجهالة
  * قول على قول , الجزء 4 , صفحة 159 . تأليف سعيد الكرمي – دار لبنان للطباعة والنشر , بيروت عام 1979م .
42-     المقنع الكندي ( توفي عام 690م ) :-
        هو محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الاسود بن عبد الله الكندي : شاعر من أهل حضرموت , مولده بها , أشتهر في العصر الاموي , وكان مقنعا" طول حياته , وزعموا أنه جميلا" يستر وجهه , وهو شاعر مقل محسن مجيد فصيح اللفظ متين السبك , فنونه الحماسة والفخر والغزل والحكمة .
فان أكلوا لحمي وفرت لحومهم ,                وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وان ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم ,             وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
لهم جل مالي ان تتابع لي غني"                 وان قل مالي لم أكلفهم رفدا
    وله في معنى الكرم أبيات منها ......
اني أحرض أهل البخل كلهم ,                   لو كان ينفع أهل البخل تحريضي
ماقل مالي الا زادني كرما"                      حتى يكون برزق الله تعويضي
43-     ليلى الاخيلية ( توفيت عام 695م ) :-
       هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال من الاخيل من بني عامر كانت أمرأه بارعة الجمال فصيحة , تروي الاشعار , وتحفظ أنساب العرب , وكان توبه بن الحمير يهواها , وان شعرها مرهف العاطفة , سلس الكلام , واشتهرتبمراثيها في توبه , ولها أيضا" فخر وحماسة , ولها شيء من المديح في الحجاج . هذه الابيات في رثاء توبة .
آليت أبكي بعد توبة هالكا"                      أخا الحرب ان دارت عليه الدوائر
لعمرك , ما بالموت عار على الفتى ,          اذا لم تصبه في الحياة المعاير
فكل جديد أو شباب الى بلى" ,                  وكل امرى"ء يوما" الى الله حائر
       وقالت في الحجاج ....
اذا هبط الحجاج أرضا" مريضة                 تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها                غلام اذا هز القناة سقاها
44-     شريح القاضي (توفي عام 697م) :-
        هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي , أبو أمية : من أشهر القضاة الفقهاء في صدر الاسلام , أصله من اليمن , ولي قضاء الكوفة في زمن الخلفاء عمر وعثمان وعلي ومعاوية . له باع في الادب والشعر وعمر طويلا" , ومات في الكوفة.
رأيت رجالا" يضربون نساءهم                 فشلت يميني يوم أضرب زينبا
أأضربها من غير ذنب أتت به                 فما العدل مني ضرب من ليس مذنبا
فزينب شمس والنساء كواكب                   اذا طلعت لم تبق منهن كوكبا
    ضرب زوجته زينب وندم على ذلك .....
45-     قطري بن الفجاءة ( توفي عام 697م ):-
       هو قطري بن الفجاءة , وكنيته أبا نعامه ( نعامه فرسه ) في الحرب , وفي السلم أبا محمد : شاعر تميمي أنتخبه الازارقة الخوارج خليفة لهم وبقي ثلاث عشر سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة ,رد هجمات الحجاج بن يوسف وقتل في معركة بطبرستان , وكان خطيبا" وفارسا" شجاعا" مقداما" . أما شعره فكان في الحماسة والاستهانة بالموت .
أقول لها وقد طارت شعاعا"                 من الابطال ويحك لا تراعي
فأنك لو طلبت حياة يوم                      على الأجل الذي لك لن تطاعي
فصبرا" في مجال الموت صبرا"            فما نيل الخلود بمستطاع
46-     ميسون البحدلية ( توفيت عام 700م) :-
       هي ميسون بنت بحدل بن أنيف , من بني حارثة بن جناب الكلبي , زوجة معاوية وأم يزيد ألاول , كانت مسيحيه كلبية . شاعرة وكانت بدوية , ثقلت عليها الغربة عن قومها لما تزوجت بمعاوية في الشام . فسمعها معاوية تقول هذه الابيات فطلقها وأعادها الى أهلها , وكانت حاملا" بيزيد .
لبيت تخفق الارواح فيه                   أحب الي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني                   أحب الي من لبس الشفوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى            الى نفسي من العيش الطريف
وأكل كسيرة في كسر بيتي                أحب الي من أكل الرغيف
وأصوات الرياح بكل فج                  أحب الي من نقر الدفوف
47-     جميل بثينة ( توفي عام 701م ) :-
       هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري الفضاعي , أبو عمر : شاعر من عشاق العرب , افتتن ببثينة من فتيات قومه حتى ذاع صيته بين الناس , شعره يذوب رقة , أقل ما فيه المدح , وأكثر من النسيب والغزل والفخر .
ألا ليت ريعان الشباب جديد              ودهرا" تولى يأبثين يعود
وان قلت : ردي بعض عقلي أعش به             تولت وقالت : ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا"                       ولا حبها فيما يبيد يبيد
ويحسب نسوان من الجهل أنني                      اذا جئت اياهن كنت أريد
فأقسم طرفي بينهن فيستوي                        وفي الصدر بون بينهن بعيد
يموت الهوى مني اذا ما لقيتها                     ويحيا اذا فارقتها فيعود
يقولون : جاهد ياجميل بغزوة                    وأي جهاد غيرهن أريد
لكل حديث عندهن بشاشة                        وكل قتيل عنهن شهيد
    يصور جميل في أبياته حبه العذري , ونقاءه الصافي ومودته الصادقة وطهره وعفته ......
48-     زر بن حبيش ( توفي عام 702م) :-
       هو زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الاسدي , أدرك الجاهلية والإسلام, ولم يرى الرسول الكريم , كان عالما" بالقرآن , فاضلا" . سكن الكوفة , وعاش مئة وعشرون سنة ،ومات بوقعة بدير الجماجم .
اذا الرجال ولدت أولادها                     وبليت من كبر أجسادها
وجعلت أسقامها تعتادها                       تلك زروع قد دنا حصادها
    وهنا في هذين البيتين يعض عبد الملك بن مروان الاموي .....
49-     عمران بن حطان ( توفي عام 703م) :-
       هو أبو شهاب عمران بن حطان بن ظبيان من بني سدوس بن شيبان بن بكر بن وائل , وأصله من البصرة . وكان بن حطان لا يحب الشعراء المداحين .
أسد علي وفي الحروب نعامة               ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت الى غزالة في الوغى            كان قلبك  جناحي طائر
      في هذين البيتين يخاطب بن حطان الحجاج عند فراره من غزالة في أحد الوقائع, وغزالة هي زوجة شبيب بن يزيد الحروري وكانت تقاتل في الحروب قتال الابطال وقد عيره بذلك الشعراء .


50-     الرقيات ( توفي عام 704م) :-
       هو عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك , من بني عامر بن لؤي : شاعر قريش في العصر الاموي . كان مقيما" في المدينة . وخرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان . ثم أنصرف الى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير . اكثر شعره الغزل والنسيب ,وله مدح وفخر ، ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة أسم كل واحدة منهن رقية .
لها بعل غيور قاعد                    بالباب يحجبها
يراني هكذا أمسي                     فيوعدها ويضربها
فدع هذا ولكن حاجة                  قد كنت أطلبها
وبت ضجيعها جذلان                 تعجبني وأعجبها
وأضحكها وأبكيها                     وألبسها وأسلبها
أعالجها فتصرعني                    فأرضيها وأغضبها
    وكانت أفانين شعره كثيرة , له المدح البارع والهجاء الشديد والغزل الرائق , وأكثر مدائحه وأحسنها في مصعب بن الزبير , كما في الابيات التالية ...
حبذا العيش حين قومي جميعا"           لم تفرق أمورها الاهواء
أيها المشتهي فناء قريش ,               بيد الله عمرها والفناء
انما مصعب شهاب من الله               تجلت عن وجهه الظلماء
يتقي الله في الامور , وقد أفلح           من كان همه الاتقاء
51-     خالد بن يزيد ( توفي عام 708م ) :-
       هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الاموي القرشي و أبو هاشم , حكيم قريش وعالمها في عصره . أشتغل بالكيمياء والطب والنجوم , وأيضا" فهو خطيب وشاعر , وفصيح جامع , جيد الرأي , كثير الادب , وهو أول من ترجم كتب النجوم والطب والكيمياء , توفي في دمشق .
تجول خلاخيل النساء ولا أرى         لرملة خلخالا" يجول ولا قلبا
أقلوا علي اللوم فيها فانني تخيرتها منهم زبيرية قلبا
أحب بني العوام طرا" لحبها          ومن حبها أحببت أخوالها كلبا
فان تسلمي أسلم وان تتنصري       يعلق رجال بين أعينهم صلبا
     قالها في زوجته رملة بنت الزبير بن العوام .....
52-    مسكين الدارمي ( توفي عام 708م) :-
       هو ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح الدارمي التميمي , شاعر عراقي شجاع , من أشراف تميم ,ومن متداول شعره ...
أخاك , أخاك , ان من لا أخا" له                كساع الى الهيجا بغير سلاح
وان ابن عم المرء , فاعلم , جناحه,           وهل ينهض البازي بغير جناح
وما طالب الحاجات الا مغرر ,                وما نال شيئا" طالب كجناح
     وهنا نرى بأن مسكي الدارمي شاعر مجيد شريف رقيق اللفظ حسن المعنى واضح الغاية ولكنه مقل . وتدور أغراض مسكين على المدح والهجاء , وله شيء من الحماسة والحكمة . وقال هذه الابيات عندما وفد الدارمي على معاوية وسأله أن يفرض له عطاء فأبى معاوية لأنه كان يعطي اليمانية فقط ....
53-     وضاح اليمن ( توفي عام 708م) :-
       هو عبد الحمن بن أسماعيل بن كلال ، من آل خولان من حمير , كان جميل الطلعة , شاعر أشتهر بالغزل في العصر الاموي , تشبب ب(أم البنين ) بنت عبد العزيز بن مروان زوجة الوليد بن عبد الملك فأمر الوليد بدفنه حيا" . على أن له شيئا" من الحكمة والفخر والرثاء .
حتام نكتم خزننا حتاما               وعلام نستبقي الدموع علاما
ان الذي بي قد تفاقم واعتلى        ونما وزاد وأورث الاسقاما
قد أصبحت أم البنين مريضة       نخشى ونشفق أن يكون حماما
      ومن غزله في أم البنين ....
أصحوت عن أم البنين            وذكرها وعنائها
وهجرتها هجر امرى"ء         لم يقل صفو صفائها ؟
قرشية كالشمس أشرقت         نورها ببهائها
54-     زاد النميري ( توفي عام 708م ) :-
       هو محمد بن عبد الله بن نمير بن خرشه الثقفي النميري : شاعر غزل , من شعراء العصر الاموي . مولده ومنشأه ووفاته في الطائف , كان كثير التشبيب بزينب أخت الحجاج بن يوسف الثقفي .
راحتي في مقالة العذال                 وشقائي في قيلهم بعد قال
لا يطيب الهوى ولا يحسن             الحب لصب الابخمس خصال
بسماع الاذى وعذل نصيح             وعتاب , وهجرة وتقال
     ومن شعر النميري المتين السبك قوله وقد هرب خوفا" من الحجاج الى اليمن لينجو من الشام ......
أتتني عن الحجاج , والبحر دوننا ,          عقارب تسري والعيون هواجع*           * تاريخ الادب العرب , ص 509 , عمر فروخ
55-     عمر بن أبي ربيعة ( توفي عام 712م) :-
       هو عمربن أبي ربيعة المخزومي القرشي ، أبو الخطاب, أرق شعراء عصره , ولد في الليلة التي توفي بها الخليفة عمر بن الخطاب , فسمي بأسمة , ونفاه عمر بن عبد العزيز الى جزيرة ( دهلك) لأنه يتعرض لنساء الحاج ويشبب بهن فمات فيها غرقا" . أن عمروا" شده نساء عصره بميزتين أثنين , أولاهما جرأته في التغني ببنات وأخوات الامراء والقادة , ثانيهما فساده في الشعر اذا أبتذل ، ونفور المحققين من ترهيط شعره بين النسيب أو التشبيب وشطبهم لمجمل شعره من الاشعار العذرية النابعة من ريعان القلب وبساطة القريحة . ولعل هذين البيتين اللذين أذكرهما لك عزيزي القارئ يشخصان بدقة تلك الوقاحة التي يحسد عليها . ومهما يكن من أمر فلابن ربيعة شعرا" فخم القيشابة متين الديباجة .
ليت هندا" أنجزتنا ما تعد               وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرة واحدة                    انما العاجز من لا يستبد
      وله أيضا" في مقتل بنت النعمان الانصارية زوجة المختار قتلها مصعب بن الزبير , والغريب أن عبد الله بن الزبير الذي آمر بقتل عمرة أبنة النعمان تمثل بهذه الابيات لما حوصر في مكة وقاتل حتى بقى وحده مع زوجته .
ان من أعظم الكبائر عندي             قتل حسناء غادة عطبول
قتلت باطلا" غير ذنب                  ان لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا                 وعلى الغانيات جر الذيول
      وله أيضا" هذه الابيات ......
خبروها بأنني قد تزوجت              فظلت تكاتم الغيظ سرا *
ثم قالت لأختها ولأخرى               جزعا" ليته تزوج عشرا
وأشارت الى نساء لديها               لا ترى دونهن للسر سترا
ما لقلبي كأنه ليس مني                 وعظامي أخال فيهن فترا
من حديث نمى اليّ فظيع              خلت في القلب من تلظيه جمرا
     ومن الخصائص التي تميز بها شعر عمر الحوار القصصي الذي أصبح سمة بارزة بعد أن وفق الشاعر الى أستخدمه وهو يصف مغامراته واحاديثه ومشاعره بعبارة سهلة , وتركيب أنيق ووصف دقيق .
   * ديوان عمر بن أبي ربيعة , صفحة 492 .

56-     زين العابدين ( توفي عام 712م ) :-
       هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب , الهاشمي القرشي , أبو الحسن , الملقب بزين العابدين . رابع الائمة الاثنى عشر عند الامامية , وأحد من كان يضرب بهم المثل في الحلم والورع , ويقال له ( علي الاصغر ), للتمييز بينه وبين أخيه علي الاكبر . مولده ووفاته في المدينة , أحصي بعد موته عدد من كان يقوتهم سرا" , فكانوا نحو مئة بيت . وكان هناك ناس يعيشون ولا يدرون من أين معايشهم ومآكلهم , فلما مات الإمام زين العابدين فقدوا ما كانوا يؤتون به ليلا" الى منازلهم.
ومن يصحب الدنيا يكن مثل قابض         على الماء خانته فروج الاصابع
57-     الفضل بن العباس ( توفي عام 714م ) :-
       هو الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب , من قريش , شاعر من فصحاء بني هاشم , مدح عبد الملك بن مروان , وهو أول هاشمي مدح أمويا" بعدما كان بينهما, في شعره رقة , توفي في خلافة الوليد بن عبد الملك , وأشهر شعره الابيات التي أولها ....
مهلا" بني عمنا , مهلا" موالينا            لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم             وأن نكف الاذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنا لا نحبكم                        ولا نلومكم ان لم تحبونا
كل له نية في بغض صاحبه               بنعمة الله نقليكم وتقلونا
58-    قعنب بن ضمرة ( توفي عام 714م ) :-
       هو قعنب بن ضمرة , من بني عبد الله أبن غطفان من شعراء العصر الاموي , يقال له ( أبن أم صاحب ) كان في أيام الوليد بن عبد الملك .
ان يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا"           مني وما سمعوا من صالح دفنوا
صمّ اذا سمعوا خيرا" ذكرت به             وان ذكرت بشر عندهم أذنوا
جهلا" علينا وجبنا" عن عدوّهم             لبئست الخلتان الجهل والجبن
59-     الاحوص ( توفي عام 723م ) :-
       هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الانصاري , أبو محمد : شاعر أموي من أهل المدينة أشتهر بالهجاء والغزل , وكان ماجنا" فاسقا" , فناله الجلد والتشهير , ونفاه الوليد بن عبد الملك الى ( دهلك ) وهي جزيرة بين اليمن والحبشة ,كانوا بنو أمية ينفون اليها من يسخطون عليه وأطلق يزيد بن عبد الملك سراحه . وكان الاحوص مشغوفا" بامرأة من الانصار هي أم جعفر بنت عبد الله بن عرقطة من بني مالك بن الاوس أهل المدينة , فأكثر فيها الاشعار , وفنونه الغزل والفخر والحكمة والمدح والهجاء .
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا                        فقد منع المحزون أن يتجلدا**
اذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى             فكن حجرا "من يابس الصخر جلمدا
فما العيش الا ما تلذ وتشتهي                   وان لام فيه ذو الشنان وفندا
     وهنا يبرر استهتاره وفسقه ....
     وله أيضا" هذه الابيات , كان يهوى أخت امرأته ويكتم ذلك , وكان يشبب بها ولا يفصح باسمها , فتزوجها رجل يقال له مطر , فبلغه الامر فأنشأ يقول ...
سلام الله يامطر عليها                وليس عليك يا مطر السلام
ولا غفر الاله لمنكحيها              ذنوبهم , وان صلوا وصاموا
فان يكن النكاح أحل ّ شيئا"          فان نكاحها مطرا" حرام
فطلقها فلست لها بكفء              والا يعل مفرقك الحسام
60-    كثير عزة ( توفي عام 723م ) :-
       هو كثير بن عبد الرحمن بن الاسود بن عامر الخزاعي , أبو صخر : شاعر متيم مشهور , من أهل المدينة , أكثر أقامته بمصر . وفد على عبد الملك بن مروان , فازدرى منظره , ولما عرف أدبه رفع مجلسه ,كان مفرط القصر ذميما" , في نفسه شمم وترفع . ويقال له ( بن أبي مجمعة ) و( كثير عزة ) و( الملحي ) نسبة الى بني مليح , وهم قبيلته . وأخباره مع عزة بنت جميل الضمريه كثيرة . وكان عفيفا" في حبه , وهو شاعر مكثر من فحول الشعراء من الطبقة الثانية من الاسلاميين , توفي بالمدينة .

** قول على قول , الجزء2 ,1980 .
من ير هذا الشيخ بالخيف من منى           من الناس يعلم أنه غير ظالم
أبى فهو لا يشري هدى" بضلالة             ولا يتقي في الله لومة لائم
      وهنا في هذين البيتين يدافع عن محمد بن الحنفية بن الامام علي حين حبسه أبن الزبير.......
61-     الفرزدق ( توفي عام 732م ) :-
       هو أبو فراس غمام بن غالب بن صعصعة الملقب بالفرزدق , ولد في البصرة , من أب ذي وجاهة وكرم , وكانت حياته مضطربة , وكانت بينه وبين جرير حرب لسانية دامت نحو خمسين سنة , كان رجل شهرة , فاقد الاحلاص ,هزيل العقيدة الينية والسياسية , شديد التعصب لقومه .توفي بالبصرة .
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته                   والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا أبن خير عباد الله كلهم                        هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا عليا" رسول الله والده                         أمست بنور هداه تهتدي الامم
أذا رأته قريشا" قال قائلها                         الى المكارم هذا ينتهي الكرم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرته                 كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم
ما قال ( قط ) الا في تشهده ,                    لولا التشهد كانت لاؤه نعم !
       وقصة هذه القصيدة الجميلة , جح هشام بن عبد الملك , حاول الوصول الى الحجر الأسود فلم يستطع لشدة الزحام , فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر الى الناس وحوله جماعة من أهل الشام , وفيما هو كذلك أقبل زين العابدين فطاف بالبيت , ولما أنتهى الى الجمر أنشقت له الصفوف , فقال رجل من الشام لهشام ( من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ) ؟ فقال هشام ( لا أعرفه وخاف أن يذكر أسمه فيرغبهم فيه ) . وكان الفرزدق حاضرا" : فقال : أنا أعرفه فقال الشامي ( ومن هو يا أبا فراس ؟فقال قصيدته الشهيرة في مدح الامام زين العابدين , فغضب هشام وحبسه .
       وله هذه الأبيات في رثى مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ....
أذا كنت لا تدرين بالموت فأنظري                الى هانئ بالسوق وأبن عقيل
الى بطل قد هشم السيف وجهه                   وأخر يهوى من جدار قتيل
أصابهما أمر اللعين فأصبحا                       أحاديث من يسري بكل قتيل
ترى جسدا" قد غير الموت لونه                  ونضح دم قد سال أي مسيل
وفي هذه الابيات يمدح الحجاج بن يوسف .....
أمير المؤمنين , وقد بلونا              أمورك كلها رشدا" صوابا
تعلم أنما الحجاج سيف             تجذ به الجماجم والرقابا
هو السيف الذي نصرا بن أروى          به مروان عثمان المصابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق